من مظاهر الوسطية وعدم التشدد...بقلم الأديب/د. حسين نصرالدين
همسة ُالصباح(من مظاهرِ الوسطية وعدم التشدد "22") صباح السبت 23/10/2021(245) :
(مظاهرُ الوسطية التيسيروالاعتدال في التعامل مع الآخر الدعوة : قصةُ ثُمامة بن أثال) :
كان ثُمامة ُ بن أثال سيد بني حنيفة ، وبني حنيفة هذا موقع في اليمامة في شمال الجزيرة العربية ، واليمامة هي سوق الحجاز منها يمتارون ، وهذا سيدهم ومن أئمة الكفر في ذلك الوقت وأخذته خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أخذته أتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فربطه في سارية من سواري المسجد ثم خرج عليه وقال له صلى الله عليه وسلم : ما عندك يا ثمامة؟، فقال يا محمد : إن تقتل تقتل ذا دم وإن تمنن تمنن على شاكر وإن ترد المال سَلْ منه تُعْطَى ، فتركه مربوطاً وحتى إذا كانَ من الغد خرج عنده وقال له : ما عندك يا ثمامة؟ فقال هو ما قلت لك بالأمس ، إن تقتلْ تقتلْ ذا دم ، إذا قتلتني فلن تُلام لأنني قاتلت منكم وهذا شيء طبيعي ، إن تقتل تقتل ذا دم يعني ذا دم أخذ رقابكم وحصد أرواح أصحابك . وإن تمنن تمنن على شاكر، إذا عفوت عني وأطلقتني شكرتك ، لا أجحدك ولا أكفر نعمتك ، وإن ترد المال سلْ منه تُعْطَى ، وإن ترد الفداء سَلْ منه ما تشاء تُعطى ، فتركه النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد سأله فأعاد عليه الكلام كله ، فقال صلى الله عليه وسلم : أطلقوا ثمامة ، فلما أُطلقَ ثمامة خرج حتى إذا بلغ نخلا ًقريباً من المسجد اغتسل ثم رجع فتشهد شهادة الحق .
وفي الحديث ِ الشريفِ : دينُنا الإسلامي ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا ويدعونا للوسطية حيثُ نرى من خلال سيرته العطرة وسننه الرفيعة أنَّ هذا الموقف أنىَ تتجلى وسطيته ؟ النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عدواً في غير عهد ولاذمة وفي غير شهر حرام ، وذلك العدو نال من المسلمين وقتل منهم ، ثم هو عدو يمسك اقتصاد المجتمع المسلم الناشئ في يده ، إذا قطع عنهم الميرة هلك الناس جوعاً ، هذه هي الغنيمة الباردة ، إذا أمسك هذا لايتأنى في قتله ، ما عجل عليه فقتله ، من طرف آخر أن يمن عليه كما من على أسرى بدر النبي صلى الله عليه وسلم قبل منهم الفداء وأطلقهم ولم يقتلهم ، أخذ برأي أبي بكر ولم يأخذ برأي عمر، لو أطلقه ماذا يشيع عنه صلى الله عليه وسلم ؟ أن محمدا كلما أمسك عدوا أطلقه ، فلا تُخْشَى سِطْو تُه و لا يُرهبُ جانبُه ، هذان الموقفان الطرفان بينهما هذا الموقف الوسط الذي لا يوفق إلى مثله إلا نبي ، وكانت ثمرته أن أسلم ثمامة إسلام عز لا إسلام تهمة ، الرجل يضمر في نفسه الإسلام ولكنه يأبى أن يُسْلِمَ مُقَيَّداً ، سيقال دائما أبد الدهر فلان أسلم خوفا من الموت ولكنه لما أرسل وصار مالك نفسه حينئذ تشهد ، وقد كان اقتصاد الحجاز في يده فلما لقي بعض قريش قال لهم والله لاتأتيكم حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إعداد واختيارالنصوص من مصادِرِها والتعليق والمُقدمة بقلم ِ: حسين نصرالدين .
تعليقات
إرسال تعليق