جزر ومد.. بقلم الكاتبة/منار أبو محيميد

 جزر ومد.....

يأذن لك الله أن تغفل بعض الشيء تلهيك الدنيا قليلا يفتر لسانك عن ذكره سبحانه يضيع وجل قلبك وتعلقه بخالقه فتهجرك الروح ليبقى جسدك التراب والذي كلما صاحب الدنيا ومتاعها ما زادك إلا تراباً إلى ترابك وإذ بك وكأنك تغرق في وحل ذاتك حتى إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك وعلمت أن لا ملجأ من الله إلا إليه أخذ لسانك يلهج بذكر ربه وحضر القلب منكسرا ذليلا بين يدي الله راجياً ربه بأن يعيد إليه وجله وقوة إيمانه فيأذن الله سبحانه بأن يعود إليك إيمانك القوي وإذ به أقوى من ذي قبل وكأنه كان لا بد لإيمانك أن ينقص ليصير إلى زحف إيماني جارف يلقي بكل ما ران على قلبك ليكون قلبا سليما طيبا طاهرا

ليتبين لك أن نقص إيمانك ما كان إلا جزرا ليأتيك الله بمد إيماني غزير يعصف بروحك إلى السجود شكراً لله أن جعلك مؤمن 

إنك اليوم وقد ذقت ألم البعد عن الله ذقت ألم من يضل السبيل لتعرف أن الهادي هو الله وأن لو شاء الله ما كنت من المهتدين تعرف أن الله اختارك على علم وأنك لا تملك لنفسك أن تكون مؤمناً إلا أن يشاء الله 

تعرف كيف لا تغتر بعبادتك على من ضل عن سبيل الله ولتكون للضالين نذيرا

تعرف أن دين الله يؤخذ بقوة ولا يؤجل عمل صالح

تعرف أن العاصي ليس شيطانا إنما استهوته الدنيا وعسى الله أن يتوب عليه فهو الرحيم بعباده

تعرف أنك لست ملاكا ولن تكون إنما أنت إنسان خلق ضعيفا

تعرف أنك لولا رحمة الله لكنت من الخاسرين

تعرف أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

تعرف أن إيمانك بالله كان نعمة وكل نعيم الدنيا أمام إيمانك بالله كان ترابا

لذلك ولكل ذلك وأكثر كان لا بد لإيمان المؤمن أن ينقص ليأتي له بمزيد من الإيمان يمتد به إلى أن يرأف بالخطائين ويشفق على العاصي وليعلم لماذا كان الله بعباده رؤوفا رحيما.

(بسم الله الرحمن الرحيم وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم).

منار أبو محيميد فلسطين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر