في زلة العقل.. من روائع الشاعر/فتحي شبيل

 


فِـي زَلَّـةِ العَـقْـلِ ...


شعــر : فـتحـي شبيـل 


( 01 )


قَالَ الفُـؤَادُ مُـعَـاتِـبًـا لِسَانَـهُ:  


  "نَصِـيحَـتِي أنْ شَاوِرِ الفُـؤادَ يَـا رَفِـيـقِـي. 

وَ لا تَـكُـنْ مُـتَـسَـرِّعًـا، وَ وَاهِـمَ الأمَــانِـي. 


كَـمْ فِـي الحَـيَــاةِ مِـنْ ظُــرُوفٍ صَـعْـبَـــةٍ 

يَـجْـتَـازُهَـا بِـصَـبْـرِهِ عَـــفُّ اللِّـسَـــانِ. 


وَ كَــمْ سَـعِـيــدًا هَـــانِـئًــا فِي عَـيْــشِــــهِ 

جَـنَـــا عَـلَـيْــــهِ لِـسَـــانُـــــهُ الأنَــــانِــي.


كَـمْ فِـي السُّجُـــونِ مِـنْ حَـبيــسِ لِسَـانِــهِ، 

مُـشَـــــرَّدًا عَـــنْ أهْـلِــــهِ، يُـعَـــانِـــــــي.

 

كَـمْ فِـي الـقُـبُــورِ مِـنْ دَفِـيـنِ صَهِـيـلِــهِ. 

قَــدِ اخْـتَـفَــى كَـالـمِـلْــحِ فِــي  ثَـوَانِـــي."


 ( 02 )


 رَدَّ اللِّـسَـانُ مُـوَضِّحًـا وَ مُـقَـارِعًـا  : 

 " أَسَـفًـا عَـلَـى مُعَـاتِـبٍ فِـي سَـمْـتِـهِ سِـمَـاتِـي. 

قَـدَرٌ عَـلَـيَّ أنْ أظَـلَّ كَـظِـلِّـهِ... 

 أحْـمِـلُ حِـمْـلَـهُ وَ لا أُتَــاتِــي.

بِجَـرِيــرَةٍ لَـمْ  أرْتَـكِـبْـهَـا،

 وَ نَـقِـيـصَـةٍ لَـمْ  أحْـتَـقِـبْهَـا فِي حَـيَـاتِـي. 

يَـا أيُّهَـا الفُـؤادُ، يَـا سَـفِـيـنَـةَ النّجَــاة ...

مِـنْ حِـكـمة الإنْـسَـانِ أنْ يَـتَجَـنَّـبَ الهَـنَــاتِ. 

والمَـرْءُ يُخْـطِـئ عَـقْـلُـهُ،

 وَ لَـيْـسَ مَـعْـصُـومًـا مِـنَ العَـثْـــرَاتِ. 

وَ إنَّـنِـي لَـمَّـا ارْتَـبَـكْـتُ، فـإنَّـمَـا 

نَـقَـلْـتُ مَـا تَـعِـيـشُـهُ وَقْـتَـئِذٍ مِـنَ الشَّـتَــاتِ."


( 03 )


اِعْـتَـذَرَ العَـقْـلُ الحَـكِـيمُ مِـن اللِّـسَـانْ، 

بَعْـدَ أنْ أصْغَـى إلـى بَـوْحِ البَـيَـــانْ.

وَ العَـقـلُ يَـشْهَـدُ صَادِقًـا بأنَّـهُ،

 وَ عِـنْـدَمَـا يَـكِـلُّ، 

تَـعْـمَـى بَـصيـرَتُـهُ ،

  وَ رُبَّـمَـا يَـزِلُّ.

و العَـقْـلُ يَـشْـهَـدُ صَادِقًـا بِـأنَّـهُ: 

" إنْ زَلَّ عَـقْـلُ المـرء زَلَّ لِـسَـانُــهُ " 

 فـكَـيْـفَ غَـابَ خطابُـهُ وَ صَـوابُـه ؟؟

 هَـذا اللّـسَـانُ صَـديـقُـهُ الـبـهـيُّ 

وَ وَمِـيـقُـهُ الـوفـيُّ،

  زَيْـتُـونَـةٌ شـذيَّــةُ الأغْـصَـانْ،

مَـنارةٌ سَـنِـيَّـــةُ الأرْكَـــــانْ، 

لُـؤْلُـؤةٌ بَـهِـيَّــةُ الألْـــــوَانْ.

وَ لَـمْ يَـزَلْ ذَاكَ اللِّـسَـانُ شَـاهِـقًـا بِصِـدْقِـهِ،

 وَ سَـامِـقًـا بِطُـهْـرِهِ،

 حِـصْنًـا حَـصينًـا وَامِـقًـا.

و العَـقـلُ يشهـدُ صَـادقًـا 

وَ يَـشهَـدُ اللِّـسَـانْ، 

أنَّهُـمَـا، لِكِـلَـيْهِـمَـا عَـثْـراتُــهُ،

وَ كِـلاهُـمَا ، يَـفْـضَحُهُ البَـيَــانْ. 


( 04 )


أنَـا سَـعِـيدٌ بَـيْـنَ عَـقْـلِـي وَ لِـسَـانِـي. 

كِـلاهُـمَـا يَـسْـعَـى إلَـيَّ بِـدَفْـقِــهِ ،، 

كلاهُـمَا يَـغْـمُـرُنِـي بِـرِفْـقِـهِ ...

فَـوَاحِـدٌ يَـمُـدُّنِــي بِـمُـحِـيـطِـهِ، 

يَـنْـفَـعُـنِي بِـالعِـلْـمِ وَ البُـرْهَـانِ ، 

 وَ وَاحِـدٌ يَـشُـدّنِي بِـبَحْـــرِهِ، 

يرفعُـني بِـبَـراعَـةِ التَّخْـييــل و الـوِجْـدَانِ.

و مَـا لِـسَـانِـي غَـيْـر تُـرْجُـمَـانِــي.

 لـهُ دَائـمًـا في كُـلِّ شَـيء قِـصَّـةٌ،

و قـدْ يَـزِلُّ، 

يَـفْـضَحُهُ البَـيَـانُ، 

في زَلَّـةٍ منَ الفُـؤادِ عِـنْـدَمَا يَـكِـلُّ.


( 05 )


"  نِـصْفُ الفَـتَـى لسَانُـهُ ، 

و فُـؤادُهُ هُـوَ نِـصْفُـهُ الثَّـانِـي ".

و سَـفينتي في شَـاطئ الأمَـانِ. 

 مَـا بَـيْـنَ رُبّانٍ وَ رُبَّـانِ.

أنَـا سَـعِـيـدٌ بَـيْـنَ قَـلبِي و لساني، 

لِـكِـلَـيْهِـمَـا سِـمَـاتُـهُ وَ سَـمْـتُـهُ، 

وَ كِـلاهُـمَا يَـسْـعَـى إلى دناني.


طبلبة في    : 20/ 21 أكتوبر    2021 


فتحي منصـور شبيـل : (  الجمهـوريّـة التّـونسيّـة  )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر