لحظ وأقزام.. بقلم الأديب الشاعر/أحمد الكندودي
لحظ وأقزام***
يقضي القزم قزما وإن ركب خلسة...
صهوة الغفلة وتكبر
ويبقى البعير بعيرا...
وان كسته سروج الجياد يبتلع الشوك ويجتر
فهو اللحظ سحلية رياء وتلون
عاد فيها الطحلب كرمة تين...
وشجر الدردار أصغر
فلا تغتر
دع أشعة الشموس تنير مرآة وهمك
توقظك من الثمالة...
فما أراك سوى بهلوانا سكر
فتمعن كيف سلبك الجحود والنكران
حولك اللغو المنسوخ من جلد قصيد أبتر
حال أصلع ركب صغاره السراب
عاد فيه الراشد بهلولا...
والقاصر الخيلاء أكبر
أنا الحرف...
فما بالك بي لا تشعر
بل نسجت تلك الصورة العابسة...
وأنت كفيف لا تبصر
ربما وسوسة أو رجحان
إنشاء وثرثرة وضجر
حتى وإن خلت نفسك سيدا لمقام
بين التفاهة قد سيجوا الأهل بأسلاك البعاد
وأقلام عشاق الحرف...
فاضت من راحتها جداول البيان والعبر
هي هكذا الأيام حين تود كشف مغفل
سقته مدام التقلب والتلون والمنكر
وبالتملق والرياء ملأوا قواريرهم
خالوا أنهم في الميزان سادة وجهابذة...
ولا عجب فالزمن لفظ الصواب وتغير
أهل الحرف ومن تنحني الأنجم لهم اجلالا
ما سرقوا إحساس القرطاس عزة وكمالا
وبالصدق رسموا كل الصور
عشاق نحن..
متيمون بالعبرات والكلمات
تشدنا بالآمال هي الهمسات
لا نحفل بالجثث السقيمة منبع الخيبات
فقبح اللحظ حولنا أنقى وأطهر
أبدا تهزمنا الطحالب والقدر
وأبدا يعلو بين الرياحين كل سوقي ولو تجبر
كأسنان المشط لا نترك ندوبا ...
وبالطيب نداوي الألم والكدر
فتذكر
أنك غريق بين القبح والخبث
ودواخل رسل الحرف لا تحتاج لمجهر
فخير ان تتوارى
فالطحلب طحلب يجتو بين الشرر والضرر
واعلم أن القزم يقضي قزما...
وإن غره اللحظ طغا وتنكر
*** الأديب والشاعر: أحمد الكندودي***المغرب***
تعليقات
إرسال تعليق