دهشة البداية.. بقلم الشاعر/إدريس بندار

 دهشة البداية..

                                                                       =========


ـ أتجلسين معي؟...

 وكأنها منذ الأزل تنتظر مني مجالستها،تهاوت بكل ثقلها الشعوري واللاشعوري بعدما سحبت لها كرسيا.

جلستْ وجلستُ/شجر من رماد يلفنا/جبل من دهشة البدائيين/صهيل متقطع/على شفتينا/خذلنا الكلام/وصرنا قطعا من رخام/ وأنا الجالس واللاجالس/تكبلني الرغبة في الكلام/ وأجدني على تجاعيد الكلام /كلاما/ آه حين يتمرد الحب في قلبي/

حين يحترق الفينيق/ مرتين/ وحين تذكرني المسافات/ بالبين الشاسع/ بيني وبيني/ساعتها يخذلني الزمن/ وأتهاوى سفرا في السفر / وأنت أيتها الجالسة فوق أنقاضي: كيف أستفزك؟ كيف أفتح القلب/ كي تمــارسـي الشغب؟وأنا المتوحش 

المهووس بالخلوة/ يظهر أنك تسرعت/ صدقيني فأنـا لا أملكإلا طفولة /تطل منها مشنقة/ ودهشة طفل

واعتراف لآخر الليل/ فأنا الشغب/  الصخب/  الوجع

آه لو تعلمين ؟

لا زالت في صمتها غارقة،وفي لا شعوري أهمس: يا ليتك لي،قلت وفي صوتــي  بحة التردد:

ـ أتسمحين إن استفزيت شخصك بأسئلة؟.

ـ تفضل.

ـ أعتذر منك عما بدر مني قبل قليل من تصرف غير 

لائق  سألتك عن علاقاتك ، ما كنت أقصد إحراجك ولكنه مجرد استجلاء لنقط أثارتنـي في حوارنا،لكن ما أثار حفيظتي فعلا هو انسحابك المفاجئ،وكأني أيقظت جرحا كان نائما فيك.

 في عينيها انسكب قلبها،أطلقت أنة حيرى،قلت مستفسرا:

ـ هل سببت لك إحراجا؟

ـ لا...لا( قالت متلعثمة).

ـ هل جرحك رجل؟

 صمتت ووجدتني محرجا على الأخذ والرد معها في موضوع ربما لا تريد الخوض فيه،ولكي أشعرها بالموقف قلت:   

  ـ أحس أن لا حق لي في نبش الماضي،معذرة،وهممت لأغادر،فجاء الجواب:

ـ لا أخفيك سرا،الموضوع بكل بساطة،أني لم أسمح لأي عاطفة أن تخونني.

ـ لا أصدق؟

ـ لماذا لا تصدق؟

ـ أمر بسيط،كونك امرأة لا بد من ممارسة حقك البيولوجي،وإلا فكيف أنت امرأة؟

ـ وحق المرأة أيضا هو البحث عن عاطفة تحتويها وتحسسها بوجودها كامرأة،لا كمكنسة تشطر بها الشهوة الرعناء..

ـ ضمنيا تودين القول ،أن تجاربك السابقة باءت بالفشل.

ـ ليست تجارب، بقدر ما هي محاولات،استجليت منها جنوح الرجل الكلي نحو متعة الــــــجسد دون غيره.

ـ حسبما فهمت: الرجل لا يؤتمن.

ـ ليس كل الرجال.

ـ ما رأيك في الحب؟

ـ قدر جميل يعوزه الصدق.

ـ وإذا ما تحقق ذلك.

ـ يبقى الدخول إليه مجازفة.

                                                          

       إدريس بندار     

                                                                 ==========

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر